-
مدينة كوتشا الصينية..حكاية بين الماضي والحاضر ترويها الألوان
-
مدينة كوتشا الصينية..حكاية بين الماضي والحاضر ترويها الألوان
-
مدينة كوتشا الصينية..حكاية بين الماضي والحاضر ترويها الألوان
-
مدينة كوتشا الصينية..حكاية بين الماضي والحاضر ترويها الألوان
أورومتشي في 25 مايو/أ ش أ/ كتب: محمد موسى
بين بساتين الرمان التي تحيط بأطراف المدينة، وخلف الأبواب الخشبية المنحوتة بدقة لا يعرف سرها سوى الحرفيين القدامى، تحتفظ مدينة كوتشا التابعة لمقاطعة شينجيانغ ذاتية الحكم شمال غربي الصين بروحها المتفردة، فهي مدينة لا تحبس نفسها في قوالب الماضي، بل تعيشه بشغف، وتعيد كتابته في كل تفصيلة من تفاصيل الحياة اليومية.
وفي المدارس التقليدية، يتلو الأطفال سور القرآن بلغتهم الإيغورية، بينما تلاميذ آخرون يدرسون الفلسفة البوذية في معابد نُحتت في الجبال، ليكون هذا التناغم بين الديانات والثقافات مبعث شعور بالتلاحم لا التناقض، ويمنحك إحساسًا عميقًا بأن كوتشا خُلقت لتكون أرض لقاء.
ووقفت وكالة أنباء الشرق الأوسط في جولتها بمدينة كوتشا على تفاصيل حياة يومية رائعة عنوانها الجمال الهادئ البعيد تمامًا عن الصخب، كنسمة صيفٍ على مئذنةٍ قديمة، أو ابتسامة طفلٍ يبيع التمر في ركن السوق، إذ تعد كوتشا تجربة تحمل من سحر الشرق الذي لا يُمحى.
تعد مدينة كوتشا موقعًا أثريًا وسياحيًا مميزا في الصين، فحين تجوب في شوارعها، تشعر وكأن الزمن يمشي معك، لا يسبقك ولا يتأخر، فضلا عن كونها من أبرز المراكز الثقافية والتجارية على طريق الحرير القديم.
وفي عام 2014، تم إدراج عدة مواقع في كوتشا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مثل برج مراقبة كيزيلغاه (Kizilgaha Beacon Tower) الذي يعد أقدم وأفضل الأبراج الحربية المحفوظة في شينجيانغ، ويعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، حيث كان يُستخدم كبرج مراقبة على طريق الحرير.
وتُعرف كوتشا أيضًا بتراثها الموسيقي والراقص، مثل رقصات السامار و"المقام الإثني عشر"، وهي أشكال موسيقية تقليدية تُعتبر من التراث الثقافي غير المادي للمنطقة.
كما تعد كوتشا متحفا مفتوحا، وسطرا نادرا في كتاب الحضارة، ما زال يحتفظ برائحة القوافل، وصدى الموسيقى القديمة التي عزفها التجار والرُحَّل في استراحة الطريق.
وعند التجول في شوارع مدينة كوتشا، تحيطك الألوان التي لا تنطفئ زهوتها، والعراقة التي تتنفس من جدران الطين القديمة.
كما تشتهر كوتشا، بطرقاتها الضيقة التي تفوح منها رائحة التاريخ، وأسواقها التي تعج بالحياة، وواجهاتها التي تلبس حلة ألوان تراثية دافئة تجمع بين الأصفر المغبر، والأحمر القرمزي، والأزرق التركوازي، في مشهدٌ يجعل المدينة وكأنها لوحة فنية مرسومة بحبر الذكريات.
وهكذا تظل كوتشا مدينة قادرة على أن تجعل الزائر يعيش تجربة نادرة، حيث يلتقي الجمال بالبساطة، والتاريخ بالحياة.
م و س/ن ه ل
/أ ش أ/