-
أستاذة علوم سياسية لـ(أ ش أ): الهجمات الإسرائيلية على إيران تنذر بتداعيات عميقة على بنية الأمن الإقليمي
القاهرة في 13 يونيو /أ ش أ/ اعتبرت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير داخل العمق الإيراني "يشكل نقطة تحوّل استراتيجية ونوعية في طبيعة الاشتباك بين الطرفين، وينذر بتداعيات عميقة على بنية الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط."
وقالت الدكتورة نيفين وهدان، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، إن "الهجوم الإسرائيلي الذي طال مواقع استراتيجية إيرانية بما في ذلك منشآت نووية وقيادات بارزة في الحرس الثوري، يُعد تجاوزًا للخطوط الحمراء المتعارف عليها في الصراع غير المباشر القائم منذ عقود بين طهران وتل أبيب"، مشيرة إلى أن هذا التطور لا يمكن قراءته بمعزل عن سياق إقليمي شديد التوتر في منطقه الشرق الأوسط التي تعاني أصلا من هشاشه أمنية وصراعات متعددة الأبعاد ، تعززها النزاعات المفتوحة في غزة ولبنان وسوريا واليمن.
وأضافت أنه وفقا للقانون الدولي، فإن هذه الضربات تعد خرقًا واضحًا لمبدأ السيادة الوطنية، كما أن غياب تفويض أممي أو توافق دولي على مشروعية هذه العمليات "يفتح الباب أمام فوضى في العلاقات الدولية، تُغذّيها السياسات أحادية الجانب والمنفلتة من ضوابط الشرعية الدولية".
وأبرزت أنه على الصعيد الإقليمي، فإن هذه العمليات العسكرية "تُنذر بإعادة خلط الأوراق الاستراتيجية في المنطقة، إذ من المرجّح أن تستدرج هذه الضربات ردودًا إيرانية مباشرة أو عبر أذرعها في المنطقة، وهو ما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهة شاملة تتجاوز حدود إسرائيل وإيران لتشمل ساحات ملتهبة أصلًا و من الممكن الانزلاق إلى حرب إقليمية مفتوحة".
واعتبرت أستاذة العلوم السياسية أن هذا التصعيد "قد يُحدث تأثيرًا متسلسلًا على أمن الطاقة العالمي من خلال تهديد خطوط الملاحة في مضيق هرمز، الأمر الذي سينعكس حتمًا على أسعار النفط والأسواق الدولية، ويُفاقم الأزمات الاقتصادية في المنطقة والعالم".
وتابعت أنه بالنظر إلى الجانب السياسي، فإن هذا التصعيد يؤدي إلى تقويض مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ويُضعف فرص التوصل إلى تسويات شاملة للصراعات العالقة، كما يُعمّق الاستقطاب بين القوى الإقليمية، ويؤجّج سباق التسلح، ويعيد ترتيب الأولويات في الدول العربية بين ضرورات التنمية وتحديات الأمن.
وأضافت: "الأهم من ذلك، أن هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه العالم انكماشًا اقتصاديًا، وأزمات اجتماعية متفاقمة، مما يجعل تكلفة الحرب باهظة ومدمّرة، خاصة على الدول الهشة".
وأشارت إلى أن استمرار هذا النهج التصادمي سيؤدي إلى حالة من الانسداد السياسي في المنطقة، ويُفقد الشعوب الأمل في مستقبل يسوده الاستقرار.. وفي ضوء ذلك، فإن الحل لا يكمن في توسيع رقعة الاشتباك، بل في استعادة منطق الحوار وتفعيل الدبلوماسية متعددة الأطراف، وصولًا إلى بناء منظومة إقليمية للأمن الجماعي، تستند إلى احترام السيادة، وتعزيز الثقة، وتحقيق توازن حقيقي بين المصالح الوطنية والتهديدات المشتركة، مشددة على أنه بدون ذلك فإن الشرق الأوسط ماض نحو مزيد من الفوضي في وقت تحتاج المنطقة العربية باكملها إلى التهدئة و السلام.
س ا م ي
/أ ش أ/