-
الطواف وداعا للبيت العتيق بمكة المكرمة.. وصلاة في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة
-
الطواف وداعا للبيت العتيق بمكة المكرمة.. وصلاة في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة
-
الطواف وداعا للبيت العتيق بمكة المكرمة.. وصلاة في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة
-
الطواف وداعا للبيت العتيق بمكة المكرمة.. وصلاة في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة
في الطريق إلي جدة عقب أداء آخر مناسك الحج بطواف الوداع حول الكعبة المشرفة فى بيت الله العتيق في "بكة" وسبقه رمي الجمرات متعجلين؛ زاد الشوق إلى ثاني الحرمين وزيارة الرسول الكريم.. لم تتأكد دعوة بلوغ مأرب السلام على الحبيب محمد(صلي الله عليه وسلم) وصاحبيه أبي بكر وعمر (رضوان الله عليهما) بالمدينة المنورة ليكون مسك الختام وتكتمل زيارة المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال بعد بلوغ زيارة المسجد الأقصى المبارك قبل عشرين سنة مضت.. وجاء القبول ملخصا بكلمة "أبشر" استعدوا باكرا (الاثنين ثالث أيام التشريق) لزيارة المدينة.
اكتفينا برمي الجمرات في ثاني أيام التشريق؛ لنغادر متعجلين من مشعر "منى" قبل غروب الشمس إلي مكة للطواف سبعا حول الكعبة المشرفة التي وصلناها مطمئنين قبل العصر مودعين البيت الحرام في ختام الحج بأداء الصلاة في صحن الحرم المكي..وكان اللافت سيولة الحركة رغم الزحام رجالا وركبانا فى جسر الجمرات والحرم المكي؛ وكذلك التنقل من مشعر "منى" إلى مكة لأداء طواف الوداع لمن أراد التعجل؛ بفضل الخطط التنظيمية والأمنية السعودية التي أسهمت في تحقيق أعلى مستويات السلامة والراحة لضيوف الرحمن خلال تنقلاتهم وأداء مناسك الحج.. حيث شهد المسجد الحرام كثافة في حركة الطواف التي تجاوزت طاقتها التشغيلية (107) آلاف طائف في الساعة.. كما يسرت الجهات المعنية تفويج الحجاج المتعجلين، وضمان انسيابية الحركة والتنقل داخل المسجد الحرام، وبلغت الطاقة الاستيعابية للسعي بين الصفا والمروة نحو (118) ألف حاج في الساعة.
بعد الوصول إلى مقر الإقامة بجدة بتنا ليلتنا؛ وحاولت صباح ثالث أيام التشريق حجز موعد زيارة الروضة الشريفة من تطبيق "نسك" وجاء الرد إلكترونيا في( الاثنين 3:40 دقيقة عصرا)..تحركت الحافلة وصدح صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي بسورة يوسف والدعوة للتوحيد والتعايش في سلام بسرد قصص النبي يعقوب وبنيه وذكر لإسماعيل عليه السلام ونسله من "العرب المستعربة" وأمهم "هاجر" المصرية زوجة خليل الرحمن التى جاء بها ووليدها "الذبيح" بواد غير ذي زرع عند بيته المحرم.. دعوة التوحيد جاءت في أحسن القصص على لسان يوسف الصديق متسائلا ومؤكدا وحدانية الله "يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".
وانتقل بنا صوت الراحل الشيخ "المنشاوي" عبر سورة "النمل" إلب قصص أنبياء الله: موسي(مصر) وداوود وسليمان في بيت المقدس(فلسطين) وهدهد سليمان الذى نجا - بالعلم عن أهل سبأ فى اليمن والمرأة التى ملكت "العرب العاربة"- من الذبح عندما أحاط بنبأ حقيقي عن "مملكة سبأ" التى تعبد الشمس من دون الله.
طريق جدة-المدينة المنورة
المسافة يبلغ طوله 440كم قطعته السيارة فى أربع ساعات ونصف الساعة تقريبا؛ الطريق تحيطه الوديان الصحراوية والجبال الصخرية الغالب عليها اللونين الأسود والأصفر والأخضر نادرا ترعي عليه الجمال والأغنام وأحيان واحات نخيل في الوديان حيث تستقر أمطار السيول.
"يثرب".. الروضة الشريفة بالمدينة المنورة:
يتسلل اللون الأخضر نخيلا وأشجارا وتحل نسمات هادئة وطمأنينة رغم درجات الحرارة العالية والتي سجلت 42 درجة مئوية وفق مؤشرات الهاتف المحمول.. وصلنا مسجِد" قباء" أول مسجد بُني في الإسلام بالمدينة النبوية وصلينا فيها ظهرا؛ والمميز بلونه الأبيض جدرانا وقبابا ومنارات على مشارف "يثرب" مسمي المدينة المنورة قبل أن يهاجر إليها النبي محمد عليه الصلاة والسلام؛ حيث كان الرسول الكريم محمد يزور مسجد قباء قادما من المسجد النبوي.. ويشكل مسار المشاة الذي يربط بين جادة قباء والحرم النبوي بطول ثلاثة كيلو مترات وعرض 300 متر، حيث يقصد المكان الآلاف يوميًا يتنقلون مابين " قباء" ومحيطها الواسع باتجاه المسجد النبوي مرورًا بمنطقة تجارية تتوزع وخضراء فيها المحال الغذائية والتجارية والمقاهي، لتوفر احتياجات الأهالي والزوار.
انطلقنا باتجاه الحرم النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين والذي بناه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في قلب المدينة المنورة، وبلغ طوله آنذاك 35 مترًا وعرضه 30 مترًا وارتفاع جدرانه مترين، حيث بني المسجد بالحجارة ومن الطوب اللبن وأعمدة من جذوع النخل وسقف من الجريد.
دخلنا المسجد النبوي المميز بقبته الخضراء؛ من باب "السلام" حيث يرقد الرسول ألقينا عليه (صلي الله عليه وسلم ) السلام وعلى أبي بكر ثم عمر (رضوان الله عليهما) وانصرفنا مطمئنين داعين بالعفو والعافية والنجاة من النار والأمل فى الجنة؛ لنذهب قبيل العصر من منفذ آخر تم خلاله الفحص مرتين فنيا وأمنيا إلكترونيا للتأكد من موعد دخول الروضة الشريفة: وهي المكان بين حجرة النبي ومنبره، وهي روضة من رياض الجنة.. حيث تصادف تواجدنا مع حلول صلاة عصر يوم ( الاثنين ..ثالث أيام التشريق).
وبعد أداء الصلاة احتضنت الروضة الشريفة المئات من الحجاج الزائرين دخولا وخروجا؛ وبينهما صلاة ركعتين خفيفتين رغم الزحام الميسر؛ وإذا تعثر يتدخل المختصون ورجال الأمن بحزم فى لطف تذكيرا للحجيج بحسن الخلق ومقام الرسول الخاتم الذى بعث رحمة للعالمين؛ فى طمأنينة وهدوء ينصرف الزوار مودعين الحبيب آملين شربة من حوضه الشريف تروي الظمأ يوم الوقت المعلوم؛ راجين من الله قبول حجهم تلبية لدعوة خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام؛ وأن يرزق كل من يتشوق أن يكون ضيفا على الرحمن فى بيته العتيق العام المقبل.