-
لوحة فنية صينية تزين مدينة "أورومتشي" ترحيبا بضيوف منتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنغهاي
أورومتشي (الصين) في 22 مايو /أ ش أ/ كتب: محمد موسى
وسط أجواء مفعمة بالألوان والنغمات الصينية، وعلى وقع دقات الآلات الموسيقية التقليدية، تناغمت عناصر الضيافة الصينية الراقية، للمشاركين في منتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنغهاي لعام 2025؛ ترحيبا بالوفود الدولية بأسلوب يعكس روح الثقافة الصينية العميقة، التي ترى في الفن جسراً للتفاهم وتبادل القيم، حيث لم يكن الاستقبال مجرد مراسم ترحيبية، بل كان عرضاً حياً لحضارة تعتز بجذورها وتؤمن بأن الفن أبلغ لغات الحوار بين الشعوب.
ومن قلب منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم، وبالتحديد في مدينة أورومتشي، درة الغرب الصيني، وأحد أبرز الشواهد على تمازج الحضارات والتاريخ العريق، تنطلق غدا /الجمعة/ أعمال منتدى التعاون الإعلامي لمنظمة شنغهاي 2025؛ بمشاركة أكثر من 100 إعلامي وصحفي أجنبي من 33 دولة، تحت شعار "بناء عالم أكثر جمالاً.. معًا من أجل مستقبل مزدهر".
وتعد أورومتشي مهدا لتقاليد تمتد جذورها آلاف السنين، ومرآة تعكس تنوع الصين الثقافي، إذ يميزها موقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيث تعتبر محطة محورية على طريق الحرير القديم، تلاقت فيها القوافل التجارية القادمة من الشرق والغرب، ولا يزال هذا التاريخ العريق حيًا في أسواق المدينة القديمة، وفي متاحفها التي تحتضن كنوزًا من الآثار والنقوش والعملات القديمة.
ولا يتجلى جمال أورومتشي في كونها مدينة عريقة فقط، بل تعد مدينة تتطور بسرعة، حيث تجمع بين ناطحات السحاب الحديثة والأسواق القديمة، وبين الثقافة الإسلامية والفن الصيني التقليدي، مما يجعلها لوحة فريدة.
وتتألق المدينة استعدادا لاحتضان منتدى التعاون الإعلامي لدول منظمة شنغهاي والذي يعد حدثا دوليا بالغ الأهمية يجمع تحت مظلته ممثلين عن وسائل الإعلام من مختلف الدول الأعضاء والمراقبة في المنظمة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار الإعلامي، وتبادل الخبرات، ودعم السرد الإيجابي المشترك في مواجهة التحديات العالمية.
ويناقش المنتدى سبل مواجهة التحديات الإعلامية العالمية، مثل التضليل الإعلامي، وأمن المعلومات، وتأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الصحافة.
كما يستعرض سبل تعزيز التغطية المشتركة للقضايا التنموية والاقتصادية، خاصة في مجالات مثل مبادرة "الحزام والطريق" والطاقة والبيئة، وبناء شبكات إعلامية مشتركة تُسهم في نقل صوت الدول النامية بصدق وتوازن بعيدًا عن هيمنة المنصات الغربية.
ويمثل منتدى التعاون الإعلامي لعام 2025 محطة مهمة في تعزيز الدبلوماسية الإعلامية بين دول المنظمة، وبناء خطاب إعلامي يعكس القيم المشتركة، مثل احترام السيادة، والتعددية، وعدم التدخل، وهي المبادئ التي تأسست عليها منظمة شنغهاي منذ انطلاقها.
وتتجلى أهمية انعقاد المؤتمر في ظل ما يواجهه العالم من أزمات إعلامية وحروب رقمية، حيث يشكل هذا المنتدى منصة استراتيجية لتعزيز التعاون، ليس في المجال الإعلامي فحسب، بل في ترسيخ السلام والتفاهم بين الشعوب أيضًا.
س ا م ي
/أ ش أ/