-
السوداني: قمة بغداد تؤكد مكانة العراق.. وأبوالغيط يشيد بالإعمار والتنظيم
بغداد في 13 مايو/أ ش أ/ تقرير: صلاح جمعة وحسن القشاوي
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن انعقاد القمة العربية ال 34 بالتزامن مع القمة التنموية الخامسة في بغداد حدث مهم يؤكد على مكانة العراق ودوره المحوري والفاعل عربياً وإقليمياً.
وشدد السوداني -في تصريح اليوم الثلاثاء- ضرورة تعزيز آليات الجامعة العربية ومؤسساتها، في مختلف جوانب التعاون العربي، ولا سيما في التصدي للمشاكل الاقتصادية والبيئية والتنموية، وكذلك في مجال التعاون الأمني المشترك بين الدول العربية.
أبوالغيط: بغداد تغيّرت جذرياً واستعدادات القمة مُبهرة
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبوالغيط، عن إعجابه الشديد بما تشهده العاصمة العراقية بغداد من تطور ملحوظ على مختلف المستويات، مؤكداً أن مدينة بغداد “تغيّرت جوهرياً للأفضل، سواء على صعيد الإعمار والبنية التحتية أو من حيث التنظيم الدقيق المرتبط باجتماعات القمة العربية المقبلة”.
وقال أبو الغيط، -في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية "واع"- "منذ لحظة دخولنا أرض العراق ونحن نحلق بالطائرة، شدّت أنظارنا حالة البناء والإعمار الواسعة التي تشهدها العاصمة، وكأن شيئاً عظيماً يُصنع على الأرض".
وأضاف: "ما أن وصلنا مطار بغداد حتى لمسنا مستوىً عالياً من النظافة والتنظيم، وكل شيء يسير بهدوء وسلاسة تُدهش الزائر. ومنذ أن استقللنا السيارة من المطار إلى وسط العاصمة، بدا واضحاً حجم التغير الجوهري الذي طرأ على الطرق والبنية التحتية مقارنة بالزيارات السابقة".
وتابع: "زرت بغداد مرات عديدة، سواء حين كنت وزيراً لخارجية مصر أو أميناً عاماً للجامعة العربية، لكن ما أراه اليوم مختلف تماماً. هناك شعور واضح بالاستقرار والانضباط والنظام، وشعب هادئ، وحكومة قادرة، وتنظيم وإعداد متميزان".
وأشار أبوالغيط إلى أن "مشاهد الحدائق والطرق في المدينة تبعث على الارتياح، والفنادق جهّزت على نحوٍ ممتاز لاستقبال الوفود الرسمية، سواء من جانب الأمانة العامة للجامعة العربية أو الوفود المشاركة"، و"مع انطلاق الاجتماعات التحضيرية، يمكن القول بثقة إن كل شيء معدّ بمستوى رفيع ومنظم بعناية".
واختتم بالقول: “الوضع الأمني في بغداد مستقر تماماً، ولا يشعر الزائر بأي قلق، وهو ما يعكس جهداً مخلصاً وجاهزية واضحة لإنجاح القمة”.
الاستعدادات العراقية تتواصل لإنجاح القمتين
ويكثّف العراق استعداداته النهائية لاستضافة القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، إلى جانب القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، المقرر عقدهما في العاصمة بغداد يوم السبت المقبل، وسط اهتمام رسمي واسع لضمان نجاح الحدثين بما يعكس مكانة العراق المتقدمة ودوره المحوري في محيطه العربي والإقليمي.
وترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اجتماعاً موسعاً لمتابعة الترتيبات النهائية لعقد القمة، حيث اطّلع على الخطط الأمنية والإدارية واللوجستية الخاصة بتأمين انعقادها، ووجّه جميع مؤسسات ودوائر الدولة بتعزيز العمل والتنسيق، كلّ حسب اختصاصه، لإنجاح تنظيم القمتين.
وذكر بيان رسمي أن اللقاء استعرض الاستعدادات والترتيبات النهائية لعقد القمة، والسعي لأن تكون مميزة وناجحة بشكل يعكس مكانة العراق العربية والإقليمية، وتساهم في تحقيق آمال وطموحات الشعوب العربية، مضيفاً أن القمة تنعقد في مرحلة حساسة من مراحل الأحداث والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم العربي، ما يعزز أهمية الدور البارز للعراق في وضع الحلول وتقديم المبادرات العملية لمعالجة القضايا المعاصرة.
المتحدث باسم الحكومة العراقية : القمة تجسيد للدور العراقي الفاعل في المنظومة العربية
بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، إن "قمة بغداد تجسيد لدور العراق المؤسس والفاعل في المنظومة العربية”، مشيراً إلى أن “انعقاد القمة في بغداد يمثل استعادة العراق لدوره المحوري، ويحمل دلالات مهمة أبرزها ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني".
وأضاف أن "القمة المقبلة ستكون من أنضج القمم تمثيلاً وحضوراً”، مشيراً إلى أن “ملوك وزعماء ورؤساء عرب أكدوا مشاركتهم في القمة".
القضية الفلسطينة علي رأس جدول أعمال القمة
وتتناول القمة العربية ملفات سياسية بارزة، في مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، خصوصاً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأوضاع في السودان وسوريا واليمن ولبنان، إلى جانب تعزيز الأمن القومي العربي ودعم مبادرات التسوية السياسية في الدول المتأزمة.
القمة التنموية تناقش الاقتصاد الأزرق ومنطقة التجارة الحرة واتحاد جمركي عربي
أما القمة التنموية، فتبحث ملفات اقتصادية وتنموية واجتماعية، من أبرزها ، تقرير الأمين العام عن العمل الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي المشترك ، وتقرير حول متابعة تنفيذ قرارات الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية (بيروت – 2019) ، ومبادرة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بشأن الاقتصاد الأزرق كوسيلة لحل مشكلتي الغذاء والطاقة في العالم العربي ، وإنشاء مجلس وزراء التجارة العرب و تعزيز منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي العربي.
وتسعى القمتان إلى تعزيز التكامل العربي، والتصدي المشترك للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر مبادرات عملية تعكس تطلعات الشعوب العربية في الاستقرار والتنمية والعدالة.
العراق يرسخ دوره المحوري وسط التحديات الإقليمية والدولية
وتعكس استضافة العراق لهاتين القمتين، في هذا التوقيت الحرج إقليمياً ودولياً، رغبة واضحة في ترسيخ موقعه كدولة محورية في النظام العربي، وقادرة على احتضان الحوار وتقديم المبادرات الجامعة لمعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والتنموية التي تواجه المنطقة.
تطلعات الشعوب العربية إلى مخرجات واقعية ومرحلة جديدة من العمل العربي المشترك
وتُعوّل الشعوب العربية على أن ترتقي مخرجات اجتماعات بغداد إلى مستوى الطموحات، من خلال قرارات قابلة للتنفيذ تُترجم إلى برامج واقعية تُسهم في تعزيز استقرار الدول العربية، ومواجهة التحديات المتفاقمة، سواء في ما يتعلق بمستوى المعيشة، أو قضايا التنمية، أو الأمن الغذائي.
كما تأمل الشعوب العربية أن تُسهم القمة العربية الرابعة والثلاثون، والقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، في بلورة مواقف عربية موحدة تجاه القضايا المصيرية، وتعزيز أدوات العمل الجماعي، وتفعيل الشراكات الاقتصادية البينية، بما يمهّد لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك القائم على التكامل والتنمية المستدامة.
وتتابع الشعوب العربية باهتمام بالغ ما ستسفر عنه قمم بغداد، لا سيما في ظل الحضور العربي الرفيع والظروف الإقليمية والدولية المعقدة التي تحيط بالمنطقة، ما يجعل من هذا الحدث محطة محورية وفرصة حقيقية لإعادة صياغة الدور العربي ضمن النظامين الإقليمي والدولي، انطلاقاً من أرض العراق.
ع ع
/أ ش أ/