مالابو في 13 يوليو/ أ ش أ/ أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه رغم كل الظروف الصعبة فقد نجحت العديد من الدول الإفريقية في تحقيق معدلات نمو فاقت المعدلات العالمية، وقطعت شوطاً طويلا في التعامل مع التحديات، بدءً بتطوير النظم الصحية والتعليمية، وتوطين الصناعات الحيوية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز التجارة البينية، وكذا إحراز تقدم في تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي التي ألقاها باسم اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي - النيباد، والتي يترأس دورتها الجارية، وذلك خلال مشاركته اليوم / الأحد/ في أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، التي تعقد بمالابو عاصمة غينيا الاستوائية.
ووجه الرئيس السيسي الشكر - في بداية كلمته - للدول أعضاء اللجنة التوجيهية على تعاونهم خلال الفترة الماضية في توجيه أنشطة النيباد بما مكًنها من القيام بدورها باعتبارها الذراع التنموي التنفيذي للاتحاد الإفريقي، معربا عن شكره وتقديره لسكرتارية النيباد وعلى رأسها المديرة التنفيذية ناردوس بيكيلي – توماس، لجهودها الحثيثة في قيادة العمل بسكرتارية الوكالة، ولما تطرحه دائما من أفكار مبتكرة، ومبادرات جادة.
وقال الرئيس السيسي "لقد شرُفت خلال العامين الماضيين بتولي رئاسة اللجنة التوجيهية للنيباد، وأود أن أؤكد لكم، أنني بعد تلك الفترة، أصبحت على يقين أن إفريقيا التي نريدها، ليست حلماً، وإنما واقع قريب المنال، وذلك رغم كثرة التحديات والأزمات التي تتعرض لها القارة داخلياً وخارجياً".
وأشار إلى أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة فقد نجحت العديد من الدول الإفريقية في تحقيق معدلات نمو فاقت المعدلات العالمية، وقطعت شوطاً طويلا في التعامل مع التحديات، بدءً بتطوير النظم الصحية والتعليمية، وتوطين الصناعات الحيوية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز التجارة البينية، وكذا إحراز تقدم في تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية.
وأضاف أن هذه المنجزات تثبت ضرورة الاستمرار في العمل المشترك من أجل دفع الجهود التنموية بالقارة، ومواصلة السعي لتحقيق مطالبنا المشروعة، والدفع بمواقفنا المشتركة في المحافل الدولية.
وتابع "لقد عملت مصر خلال فترة رئاستها للجنة التوجيهية للنيباد على تنفيذ أولويات محددة، لتسهم في تسريع وتيرة تنفيذ أجندة إفريقيا 2063، وإيجاد حلول مستدامة لمشكلاتنا، باتباع نهج شامل يستهدف معالجة الأسباب الجذرية للأزمات والتحديات".
وأشار الرئيس السيسي إلى بعض النتائج الملموسة التي حققتها الوكالة خلال الفترة الماضية – تحت إشراف ومتابعة من اللجنة التوجيهية – وذلك بالشراكة مع الدول الأعضاء والتجمعات الاقتصادية الإقليمية:
أولا: تعاملت اللجنة التوجيهية - بالتعاون مع سكرتارية النيباد- بشكل جدي مع معضلة الفجوة التمويلية، وبذلت خلال العامين الماضيين جهوداً مكثفة، للانتهاء من إعداد دراسة الجدوى، الخاصة بإنشاء صندوق التنمية التابع للوكالة، وذلك تنفيذاً للتكليف الصادر من القمم الأفريقية المتتالية، وإيماناً بأهمية تطوير أطر وأدوات حشد التمويل التنموي في القارة، في ضوء التراجع الخطير في مساعدات التنمية لأسباب متعددة. وعليه أتطلع معكم إلى أن تنتهي أجهزة الاتحاد الإفريقي المعنية من مناقشة دراسة الجدوى، وإقرارها في أقرب فرصة، بحيث يبدأ الصندوق في ممارسة دوره المنشود، في حشد التمويل وتحفيز الاستثمار في إفريقيا.
ثانيا: ضاعفت الوكالة جهودها في دفع تنفيذ الخطة العشرية الثانية لأجندة 2063، وأسرعت الخُطى في تحديد وحشد التمويل لمشروعات البنية التحتية المدرجة ضمن البرنامج الرئاسي للبنية التحتية، تصل قيمتها إلى 500 مليون دولار، كما عملت على الإسراع بوتيرة تنفيذ ممرات البنية التحتية الخضراء، وخطة الطاقة الرئيسية القارية، والسياسة الزراعية الأفريقية المشتركة، التي تصب جميعاً باتجاه تعزيز جهود الاندماج الإقليمي والقاري.
ثالثاً: واصلت النيباد جهودها المقدرة تحت إشراف اللجنة التوجيهية في الاستثمار في البشر، وأطلقت المبادرات في مجالات التعليم والصحة، وكان من بين النجاحات خلال الشهور الماضية تأمين 100 مليون دولار لمبادرة المنحة السكانية الإفريقية، التي بدأت دولنا في الاستفادة منها لتعزيز خدماتها في مجال الصحة الإنجابية، وكذا توفير 100 مليون يورو لدعم المشروعات في إطار مبادرة المهارات الأفريقية، لبناء القدرات البشرية والفنية، بالتزامن مع الاستثمار المكثف في مجال التحول الرقمي، بغرض توفير ملايين الوظائف لشبابنا.
رابعاً: عملت اللجنة التوجيهية بالتعاون مع سكرتارية النيباد، إيماناً بالتهديد الذي تمثله ظاهرة تغير المناخ، على الإسراع بتدشين مركز التميز التابع للنيباد، ونتطلع جميعاً لافتتاحه وبدء ممارسة نشاطه من القاهرة، ليكون إضافة هامة لأدواتنا في التعامل مع هذا التهديد الوجودي لشعوبنا وقارتنا.
خامساً: استلزم تحقيق هذه الإنجازات رؤية واضحة وهيكلاً مرناً يستجيب للتحديات ويقتنص الفرص..لذا كان تنشيط تواجد النيباد في الدول الإفريقية، بناء على طلب الدول ووفقاً لأولوياتها على قائمة مبادرات السكرتارية التي دعمتُها شخصياً، وإنني لهذا السبب لفخور بما أشهده، يوماً بعد يوم، من تنامي تواجد مكاتب الوكالة في مختلف أنحاء القارة.
وفي ختام كلمته قال الرئيس السيسي إن ما تقدم هو مجرد أمثلة على ما أمكن تحقيقه خلال العامين الماضيين، نتيجة لجهود فريق العمل بوكالة النيباد، تحت رعاية اللجنة التوجيهية، وهي نماذج تدفعنا للإيمان بقدراتنا والوثوق بمستقبلنا.
ودعا الرئيسي السيسي إلى استغلال اجتماع اليوم لتجديد الالتزام والعهد بدفع الأجندة الإفريقية قدماً، ولدعم دور وأنشطة النيباد لتتجدد معها آمال الشعوب الإفريقية في الحصول على حقها العادل في السلام والتنمية.
إ س
/أ ش أ/
الرئيس السيسي: العديد من الدول الإفريقية حققت نموا فاق المعدلات العالمية رغم الظروف الصعبة
غينيا الاستوائية/الرئيس السيسي/سياسة
You have unlimited quota for this service